top of page

نحل العسل


نحل العسل

يعود تاريخ جني البشر للعسل الذي ينتجه النحل واستخدامه إلى أكثر من 6,000 عام، إذ كان

العسل معروفاً كغذاء وعلاج للجروح في الوقت ذاته، ونظراً لأهمية النّحل والعسل الذي ينتجه

بدأ الإنسان يفكّر بتربية النحل في خلايا يصنعها بنفسه، ممّا يجعل عملية جني العسل أكثر

سهولة وملائمة.


تربية النحل

عرّف تربية النحل بأنّها علم يختصّ برعاية النحل والاستفادة من عسله، كما تُعنى تربية النحل

بإدارة خلايا نحل العسل، حيث يتمّ الاحتفاظ بالنحل لاستخراج عسله، وتتمّ خدمة النحل عن

طريق الاهتمام بمُلقّحاته؛ كالأزهار، والفاكهة، والخضراوات، وغيرها، وتنتشر تربية النحل

على مدى واسع في كلّ مكان، فهي منتشرة في المدن، والقرى الكبيرة، والمراعي، والمزارع،

والغابات، والصحاري.


يجدر بالذكر أنّ الرحيق هو المُكوِّن الأوليّ للعسل، ويجمع النحل الرّحيق من الأزهار

بامتصاصه عبر الخرطوم، ثمّ يخزّنه في مِعدته الخاصّة بذلك، إذ تُنتج الأزهار الرحيق الذي

يعدّ سائلاً سكرياً لجذب الحشرات إليها بهدف تلقيحها، وتستطيعُ كلُّ نحلةٍ حمل كميَّة منه تصلُ

إلى 40 ملليغراماً، وعندما تعودُ النحلات إلى الخليَّة فإنّها تعطي الرّحيق الذي جمعته إلى

النَّحلات العاملات، فتبدأ العاملات تدريجياً بتحويله إلى عسل، وذلك من خلال تبخير معظم

الماء الموجود فيه، إذ إنّ نسبةُ الماء في الرَّحيق تصل إلى 70%، بينما تصل إلى نحو 20%

فقط في العسل، ويتخلّص النحل من الماء الزائد عن طريق ابتلاع وتقيؤ الرحيق عدّة مرّات،

وخلال هذه العملية يفرزُ النحل إنزيماتٍ خاصَّة تستطيعُ الاحتفاظ بمُحتوى الرحيق من السُّكر

وزيوت النباتات العطرية، كما يهتمّ النحل أيضاً بتهوية الخلايا الممتلئة في أقراص العسل من

خلال تحريك أجنحته .


يتميَّز المنتج النهائيّ من العسل بقوامٍ سميكٍ ولزج، ومذاق شديد الحلاوة، فهو يحتوي أنواعاً

عديدةً من السُكَّريات مثل السكروز، وقد تتفاوتُ نكهة ولون العسل بحسب أنواع الأزهار التي

جلبت منها النحل الرحيق، فعلى سبيل المثال يتَّخذُ العسل المصنوع من أزهار البُرتقال طعماً

ورائحة قريبة نوعاً ما من البرتقال، وبعد الوصول إلى المنتج النهائي من العسل فإنّه يصبح

جاهزاً لاستخدام النحل، فهو من الأغذية الأساسيَّة لها، أو للتَّخزين داخل الخليَّة بفضل

خصائصه المُقاومة للبكتيريا، وعندها يكونُ غذاءً للنَّحل في فصلِ الشّتاء .


عمل دراسة عن النحل

يجب قبل البدء بعملية تربية النحل الاستعداد جيداً لهذه العملية، ويكون ذلك من خلال دراسة

كلّ ما يتعلّق بالنحل، ورعايته، وعمل خلية النحل، وطرق زيادة إنتاجية النحل للعسل، إذ يُمكن

للشخص الذي يود تربية النحل قراءة العديد من الكتب التي تتحدّث عن النحل وتربيته، فذلك

من شأنه أن يجعل الشخص على دراية وعلم بكلّ ما يخص النحل.


اختيار نظام خلية النحل

يتمّ اختيار نظام الخلية المناسب لتربية النحل بعد عمل دراسة جيدة عنه، حيث يوجد نوعان من

الخلايا المستخدمة في تربية النحل، وتُسمّى الخلية الأكثر استخداماً بخلية لانجستروث والتي

تتكوّن من صناديق مصفوفة فوق بعضها البعض، وتتميّز باحتوائها على هياكل مخصّصة

ليُخزّن النحل العسل بداخلها، حيث يتمّ سحب هذه الهياكل إلى الخارج كما تُسحب الأدراج،

وذلك للحصول على العسل، أو الوصول إلى النحل، أو لعمل صيانة للخلية مّا النوع الثاني من

خلايا النحل فهو خلية القضيب العلوي والتي يتمّ فيها ترتيب إطارات النحل أفقياً وليس رأسياً،

حيث يتمّ سحب كلّ قضيب يحتوي على العسل من أعلى الخلية ويجب أن يتألّف نظام خلية

النحل من 8 أو 10 إطارات، بحيث تتناسب مع صناديق الخلية من الداخل، بحيث يكون لها

أبعاد مختلفة لاستيعاب مساحة للملكة للاستلقاء، وللعمّال أيضاً لصنع العسل كما يجب التأكّد

من توافر حبوب لقاح كافية لنحل العسل عند الاستعداد لإدخاله إلى الخلية .


تحديد موقع خلية النحل

توضع خلايا النحل بقرب مصدر وفير بالرحيق وحبوب اللقاح، حيث تُعتبر الأشجار

والشجيرات مصدراً ممتازاً لحبوب اللقاح، كما أنّ بعض النباتات، مثل: الأقحوان، والبقول،

وأنواع النعناع تُمثّل مصدراً ممتازاً للرحيق .


يُفضّل النحل المياه الموحلة بسبب وجود المعادن الإضافية من التربة، كما أنّه من الضروري

توفير مصادر جيدة من المياه في حدود ربع ميل من خلايا النحل، حيث تُعتبر حمّامات

الطيور، وبرك السباحة، وأوعية الكلاب، وحتّى البحيرات، مصادر جيدة للمياه اللازمة للنحل.

يجب أن تواجه خلية النحل الشرق أو الجنوب مع منفذ رياح شمالي، كما يجب أن يكون الموقع

بعيداً عن أيّ مسارات بشرية أو حيوانية من الممكن أن تُدمّر خلية النحل وتُخرّبها .


ينصح بوضع خلايا النحل بالقرب من الأشجار المتساقطة، والتي تُظلّل المستعمرة جزئياً في

فترة ما بعد الظهيرة الصيفية، كما تسمح لأشعة الشمس بالنفاد في فصل الشتاء .


يجب وضع خلايا النحل فوق سطح الأرض بنصف متر تقريباً؛ لتقليل الضرر الذي قد يلحق

بالمستعمرة بسبب الأفاعي أو القوارض .


اختيار النحل

يُمكن اتباع ثلاث طرق رئيسية للحصول على النحل وتربيته .:

⦁ اصطياد سرب بري من النحل ترك خليته، وقد يتخوّف البعض خاصة المبتدئين من

القيام بذلك، إلّا أنّ تربية النحل البري تُعدّ سهلةً لسهولة انقياد النحل الذي لا يملك مأوى.


⦁ فهي شراء خلية جاهزة من نحّال آخر، لكن يجب التأكّد من خلوّها من الأمراض

وفحصها من قِبل جهة مختصة بذلك.


⦁ لأكثر موثوقية بطلب خلية مُخصّصة لأغراض التربية عن طريق الحصول على

صندوق يزن 10 أرطال يحوي في داخله 10,000 من نحل الشغالات وملكة واحدة جاهزة

للتزاوج،إذ يُفضّل أن تضم خلية النحل كلّاً من العمّال وذكور النحل بالإضافة إلى الملكة، فإذا

كانت المستعمرة تضم النحل العامل فقط أو ذكور النحل فقط، فإنّ هذا الأمر يتطلّب بضعة

أسابيع من أجل أن تنشأ أنثى من النحل العمّال.



المراجع :

⦁ Moneen Jones, "Beekeeping Tips for Beginners"


⦁ Beekeeping How to keep bees and process honey


bottom of page