المكافحة الحيوية

هناك متطلبات كثيرة لنجاح عمليات المكافحة الحيوية وزيادة كفاية الأعداء الحيوية، من أهمها ما يأتي:
· القدرة على البحثsearching ability
تزداد كفاية العدو الحيوي بزيادة قدرته على البحث عن العائل.
· درجة التخصص
تستجيب الأعداء الحيوية المتخصصة بعائل واحد monophagous إلى تغييرات في
الكثافة العددية للآفة بدقة تفوق قدرة الأعداء الحيوية المتعددة العوائل polyphagous.
· مُعدّل الزيادة الكامنة potential increase للخصوبة
وتعد الخصوبة العالية وقصر مدة التطور وكثرة عدد الأجيال عناصر مهمة في تقدير
كثافة العدو الحيوي.
· التأقلم مع المناخ
إذ يحد عدم تحمل العدو الحيوي الشروط المناخية غير الملائمة من كفايته في منع
انتشار الآفة.
· سهولة تربية العدو الحيوي
مخبرياً سواء على عوائله الأساسية أم على عوائل بديلة أم في أوساط صنعية للتحكم
في وقت بداية المكافحة.
· توافق دورات الحياة
يواجه كثير من أنواع الطفيليات صعوبات عدم توافر العائل أو أحد أطواره؛ ويؤدي
ذلك إلى موت الطفيل أو مغادرة المنطقة، فالتوافق في دورات الحياة شرط أساسي
لنجاح الأعداء الحيوية.
· يشترط في العدو الحيوي ألا يتطفل أو يفترس حشرات نافعة. وألا
توجد أعداء حيوية له في بيئته.
استخدام الأعداء الحيوية من الأنواع آكلة الحشرات entomophagous insects
تؤدي الحشرات المتطفلة والمفترسة دوراً أساسياً في المكافحة الحيوية للآفات الضارة
وتتبع أنواعها رتباً مختلفة، ويستخدم المستَوطِن منها أو المُستورَد.
تضم الأعداء الحيوية مجموعتين رئيسيتين
· الحشرات المتطفلة parasitism insects
وتتبع أساساً رتبتي غشائية الأجنحة Hymenoptera وثنائية الأجنحة Diptera.
تهاجم جميع أطوار الحشرات ويعيش طفيلها إما على جسم العائل أو في داخله،
ويحصل على غذائه منه معتمداً عليه في معيشته، وتنتهي هذه العلاقة بموت العائل.
ويحتاج الطفيل إلى عائل واحد لإكمال دورة حياته. تتعدد أشكال التطفل فمنها الطفيليات
الأولية والطفيليات الثانوية والتطفل المتعدد والتطفل المركب والذاتي والسارق وغيرها.
وبحسب مكان وضع البيض فهناك التطفل الخارجي أو الداخلي. وبحسب طور العائل
فهناك طفيليات البيوض أو اليرقات أو الحوريات، وطفيليات العذارى أو البالغات.
وتكون الحشرة الكاملة حرة المعيشة، وُيعد الطور المتطفل طوراً يرقياً.
· المفترسات predators
تتبع الحشرات المفترسة رتباً عديدة وتختلف فيما بينها بطريقة الافتراس والفريسة
(العائل)، إذ توجد أنواع متعددة التغذية وأخرى متخصصة على نوع واحد من
الفريسة، ويتغذى المفترس على عدد من أفراد العائل لإكمال دورة حياته.
وتكون المفترسات أكبر حجماً من الفريسة وتنتهي العلاقة بينهما بانتهاء افتراسه للعائل.
من الأمثلة على الحشرات المفترسة: الخنافس الجوَّالة، خنافس «أبو العيد» (الشكل1)،
يرقات أسد المن، يرقات ذبابة السرفيد، تتغذى في أطوارها الكاملة برحيق الأزهار
على خلاف يرقاتها.
تطبيقات المكافحة الحيوية في المجالات الزراعية
يتطلب تطبيق برامج المكافحة الحيوية للآفات الضارة، ولا سيما عند التحضير
والتخطيط لاستيراد الأعداء الطبيعية، الاستعانة بمساعدات ومقترحات كثير من الفنيين
المختصين في هذا المجال ومنها:
1- التعريف الدقيق للآفة (تصنيفياً) تحديد البلد الذي نشأت فيه. ويستعان بالمختصين وبالعينات المحفوظة في المتاحف الطبيعية وبالتوزيع الجغرافي للأنواع القريبة الصلة بها أو لعوائلها النباتية.
2- توقيت برنامج استكشاف الأعداء الطبيعية للآفة وتنظيمه: بعد تحديد منطقة البحث لابد من تحديد أفضل وقت للبحث عن الأعداء الطبيعية والأخذ بالحسبان التوافق بين عمليات الجمع وبرامج توطيد هذه الأعداء في البلد المستورد.
3- اختيار الأشخاص المختصين الذين يقومون بالبحث عن الأعداء الطبيعية وتدريبهم جيداً.
4- التحضير لنقل الأعداء الطبيعية المدخلة وتلقيها: وذلك بالاتصال بالدوائر الزراعية المختصة وإدارة الجمارك، وتهيئة طرائق نقل الإرسالية، وعدم تعرضها للحرارة والجفاف والاتصال بالأشخاص الذين سيتلقون الإرسالية لتوفير حمايتها وحفظها.
يجب أخذ الاحتياطات عند جمع الأعداء الطبيعية ونقلها بالطرائق العلمية الحديثة المعروفة للحفاظ عليها حية وتوفير التغذية لها في أثناء الشحن حتى وصولها إلى البلد المستورد، وأخذ الاحتياطات من إدخال كائنات حية ضارة مع العدو الحيوي والتأكد من خلو حالات فرط التطفل.
ومن الأمثلة ما يأتي:
· وطّنت في فرنسا ثلاثة أنواع من الطفيليات لمكافحة حشرة ذبابة الزيتون
Bactrocera oleae، فقد استورد مارشال Marchal في فرنسا العدو الحيوي
Opius concolor بعد اكتشافه في تونس.
وقد وجد الباحثون صعوبة في تربية الطفيل، إلى أن تمكن ديلانو Delanoue من
تربيته مخبرياً على ذبابة البحر الأبيض المتوسط، وكذلك استخدم الطفيل الخارجي
Eupelmus urozonus والطفيل Erytoma martellii بعد تربيتها على عوائل
بديلة مخبرياً وأمكن بذلك مكافحة هذه الذبابة في أماكن انتشارها.
· استخدم الكالسيد Encarsia formosa المستورد بنجاح في بريطانيا لمكافحة
الأطوار غير الكاملة لحشرات الذباب الأبيض Trialeurodes vaporariorum على
الخضراوات في الدفيئات، كما أدخل إلى كندا وجنوبي أستراليا وإلى فرنسا والولايات
المتحدة.
· استخدم الجنس Aphytis لمكافحة حشرات الحمضيات بنجاح، فقد استورد
الطفيليان A. lingnanensis و A.melinus إلى المغرب العربي، بالتعاون مع مركز
المكافحة الحيوية في مدينة آنيتيس في فرنسا، من مناطق الشرق الأوسط. ورُبيّ
الطفيليان مخبرياً، ثم أُطلقا في الطبيعة لمكافحة حشرة كاليفورنيا الحمراء Aonidiella
auranti وباستعمالهما أمكن إيقاف المكافحة الكيمياوية لهذه الحشرة.
· استخدم الطفيل Cales noaki لمكافحة الذبابة البيضاء الصوفية
Aleurothrixus floccosus: فقد أدخل إلى فرنسا ونشر في الطبيعة بعد
تربيته مخبرياً في منطقة الألب المارتيك. وكذلك أدخل إلى سورية لمكافحة الحشرة
نفسها، وتمت تربيته مخبرياً في مكتب أبحاث الحمضيات في طرطوس، وأسهم
استخدامه في إيقاف المكافحة الكيمياوية والحدّ من انتشار الذبابة وتكاثرها.
· كما أمكن إنتاج الآلاف من خنافس أبو العيد Cryptolaemus
montrouzieri والطفيليات لمكافحة بق الحمضيات Planoccocus citri وحافرة
الأنفاق في أوراق الحمضيات، مما أسهم ومنذ سنيين عدة في استبعاد المكافحة
الكيمياوية لحشرات الحمضيات.
· وبدأ برنامج المكافحة الحيوية في سورية لحشرات القطن عام 1994،
واستخدمت الطفيليات البيضية من نوع تريكوغراما ولاسيما
Trichogramma principium ، وقد تمت تربية الطفيليات وإكثارها مخبرياً
على بيوض فراشة طحين حوض البحر المتوسط، ونُفِّذت تجارب عدة لمكافحة
ديدان جوز القطن ولاسيما حشرة Helicoverpa armigera التي بلغت
مساحة انتشارها نحو 94 هكتاراً في عام 1997 و 1600 هكتار في عام 2002.
وكما سبق وعرفنا ال المكافحة الحيوية على انها الطريقة لمستجب حيوي لمكافحة الآفات والتي تشمل الحشرات والسوس والحشائش وأمراض النباتات باستخدام كائنات حية. وذكرنا على ماذا تعتمد هذه الطريقة من الافتراس أو التطفل أو التغذي على الأعشاب أو الطرق الطبيعية الأخرى، لكن عادة ما تتضمن دورا للإنسان في التحكم بها، قد تكون هذه الطريقة جزء من برامج الإدارة المتكاملة للآفات التي سبق ذكرها في الاعلى .
المراجع :
· محمد فؤاد توفيق، المكافحة البيولوجية للآفات الزراعية.
· محمد السعيد صالح الزميتي، تطبيقات المكافحة المتكاملة