نيماتودا النبات

تعريف عام بالنيماتودا
إن كلمة نيماتودا nematode مشتقة في الأصل من كلمتين إغريقيتين هما : nema وتعنى خيط وكلمة eidoes وتعنى شبية وعلية عرفت هذة الكائنات الحية بالديدان الخيطية إلا أنها تعرف الآن بالديدان النيماتودية أو اختصارا بالنيماتودا وأحياناً تسمى بالديدان الثعبانية .
والنيماتودا حيوانات لافقارية (بدائية) أسطوانية دودية الشكل وتعتبر بصورة رئيسية حيوانات مائية aquatic تعيش في المياة المالحة أو العذبة أو على الأقل يجب أن يغطى جسمها غشاء رقيق من الماء في التربة لكي تكون حية ونشطة .
النيماتودا واسعة الانتشار حيث يمكن أن توجد في أي بيئة تتوافر فيها أسباب الحياة فهي توجد في الأراضي الصحراوية الجافة وفى المناطق القطبية وفى مياة الينابيع الحارة وكذلك في أعماق المحيطات .
ولقد استقر الرأي أخيراً على وضعها في شعبة (قبيلة) مستقلة بذاتها داخل المملكة الحيوانية هي شعبة النيماتودا Phylum : Nematode نظراً لزيادة الاهتمام بدراستها وخاصة كافات زراعية .
وتعتبر هذة الشعبة من أكبر المجموعات الحيوانية عديدة الخلايا بعد مجموعة الحشرات خاصة من حيث الكثافة والتنوع .
وبالرغم من التباين الكبير في الشكل الخارجي والتركيب الداخلي لمجموعة هذة الأحياء الضروري لتأقلمها مع جميع البيئات تقريباً إلا أن هذة المجموعة تتميز بجسم مستطيل مغزلي الشكل fusiform كما في معظم نيماتودا النبات حيث يكون الجسم عريضاً نسبياً في الوسط ثم يستدق تدريجياً نحو الطرفين إلا أنة في عدد قليل من النيماتودا يتخذ الجسم الشكل الخيطى filiform أي أن عرض الجسم متساوً على طول محورة كما في معظم أنواع النيماتودا المتطفلة على الحشرات .
وتبدى بعض أجناس النيماتودا ظاهرة اختلاف الشكل الجنسيdimorphism sexual ففي حين يحتفظ الذكر بشكلة الإسطوانى الدودي تنتفخ الإناث وتتخذ أشكالا مختلفة:.
· كالشكل الكمثرى (نيماتودا تعقد الجذور)
· والليموني (نيماتودا الحوصلات )
· الكلوى (النيماتودا الكلوية)
· الكروي تقريباً مع امتداد منطقة العنق(نيماتودا الموالح) وهى بهذا تفقد القدرة على الحركة وتبقى ساكنة داخل الجذور أوعلى سطوحها .
يعرف حتى الآن ما يزيد عن 4000 نوع من نيماتودا النبات (تنتمي إلى حوالي 200 جنس في اكثر من 30 فصيلة ) التي تهاجم الأجزاء المختلفة من عوائلها النباتية ولكن الدراسات التي تناولت دور النيماتودا في الأمراض النباتية المختلفة لم تتعرض حتى الآن لأكثر من 150 نوعاً .
وبالرغم من أنة لا يخلو أي نبات مزروع من الإصابة بواحد أو أكثر من أنواع النيماتودا إلا أن عدد الأمراض النباتية المهمة التي تسببها أو تشارك فيها النيماتودا لا تتعدى أكثر من 100 مرض معروف حتى الآن.
الاصطلاحات والتعاريف المتعلقة بالنيماتودا
الكثافة العددية للنيماتودا Nematode population density
هي عدد النيماتودا (أطوار كاملة أويرقية أو بيضاً ) في وحدة من حجم التربة أومن وزن معين من أنسجة النبات.
حد التحمل Tolerance limit
هو مستوى كثافة النيماتودا في التربة والذي يستطيع النبات أن يتحمل الإصابة دون ضرر واضح على نموة ومحصولة .
حد الضرر Damage threshold
هو أقل كثافة نيماتودية تستطيع إحداث أضراراً واضحة أو( اقتصادية ) .
حد الضرر الإقتصادى Economic threshold injury
هو الكثافة العددية للنيماتودا اللازمة لإحداث خسائر (اقتصادية) أكبر من تكاليف عمليات المكافحة ويختلف هذا الحد باختلاف قيمة المحصول الاقتصادية وكذلك تكاليف المكافحة المتبعة .
مستوى الكثافة الابتدائية density(P1)Initial population
هو مستوى كثافة النيماتودا في التربة قبيل الزراعة أو المعاملة بإحدى طرق المكافحة ويسمى أحياناً بمستوى اللقاح الإبتدائى (أو المعدي) .
كيف تؤثر النيماتودا في النباتات How Nematodes Affect Plants
قد يتساءل البعض كيف يمكن لديدان النيماتودا المتناهية في الصغر أن تؤذي النباتات والجواب هو في تصور أعداد هائلة من تلك الديدان تحيط بجذر النبات من كل جانب تمتص منه بواسطة الرمح الموجود في فمها عصارة الجذر على نحو مستمر، لا شك أن النبات يضعف ويذبل بينما الديدان تكبر وتتكاثر، وكان الأمر يهون لو اقتصر الضرر على ما تستهلكه الديدان من عصارة النبات، إنما معظم الضرر ينجم عما تفرزه الديدان من لعاب Saliva تحقنه في خلايا النبات بواسطة رمحها المذكور طالما تتابع تغذيتها، ووظيفة اللعاب انه يعمل على تمييع محتويات الخلايا النباتية لتصبح سهلة التناول والتمثيل بما يحويه من أنزيمات متعددة تحلل الخلايا وتؤدي بالنتيجة الى موت الأنسجة النباتية التي تظهر على شكل قروح على الجذر، كما تسبب هذه الأنزيمات أحيانا تضخم الخلايا الشاذ كالخلايا العملاقة Giant cells التي تسببها نيماتودا تعقد الجذور ، أو أن أنزيمات اللعاب تكبت انقسام الخلايا الميرستيمية القمية فتتوقف الجذور عن النمو، وعلى العكس فقد تشجع بعض أنزيمات اللعاب عملية انقسام الخلايا مؤدية بذلك الى تكون عقد جذرية بأحجام وأعداد مختلفة، أو الى تشوه الجذور او تكون أعداد كبيرة من الجذور الجانبية قرب مواضع الإصابة، وغير ذلك من الأعراض التي سيأتي شرحها. ثم ان ديدان النيماتودا بإضعافها للنباتات وفتحها الثغرات في الجذور تهيئ بيئة مناسبة لدخول الأمراض النباتية الفطرية والبكتيرية والفيروسية، كما أن أنواع معينة من النيماتودا تحمل الفيروسات المرضية في جهازها الهضمي وتنقلها الى النباتات السليمة عن طريق لعابها الذي تحقنه في الخلايا النباتية.
اشهر انواع النيماتودا
- نيماتودا تعقد الجزور
توجد في كل مكان في العالم وتهاجم اكثر من 200 نوع من النباتات وتسبب هذه النيماتودا اضرارا كبيرة للنبات حيث تقلل حيوية قمم الجذور كما انها تكون اوراما في الجذور تؤدي الي تشوه الجذور وتقلل القيمة التسويقية لكثير من جذور المحاصيل .
- نيماتودا الحوصلات The Cyst nematode , Heterodera spp
يتبع هذا الجنس انواع كثيرة ومن اهمها نيماتودا البنجر و نيماتودا البطاطس الذهبية ونيماتودا حوصلات البسلة ونيماتودا حوصلات فول الصويا .
سميت بهذا الاسم نظرا لتحول كيوتيكل جدار جسم الانثوي الي حوصلة صلبة تحمي البيض بداخلها .
يرقات هذا الجنس تشبه يرقات نيماتودا تعقد الجذور الا ان الرمح اقوي واطول .
شكل الانثي البالغة ليموني الشكل ويكون لونها ابيض يتحول الي لون بني عند تحولها الي حوصلة وهذه الحوصلات مقاومة للتحلل .
وتكون الاناث الصغيرة مدفونة جزئيا في الجذور ويبرز جزء فقط منها علي سطح الجذر اما الاناث المتقدمة في السن فانها تكون اكبر وتظهر بلون مصفر او بني.
- نيماتودا تعقد بذور القمح Anguina Tritici
العائل الرئيسي لهذه الآفة هو القمح يليه الشوفان ثم أصناف قليلة من الشعير وهي تنتشر عادة في مناطق زراعة القمح الرطبة كسهل الغاب.
أما أعراض الإصابة بها فيمكن اكتشافها بسهولة قرب حصاد القمح، إذ تبدو الحبوب المصابة ضامرة ومستديرة ولونها بني أسود.
هذه الحبوب ما هي إلا عقد مملوءة بيرقات هذه النيماتودا في عمرها الثاني، وبعد الحصاد تدخل هذه اليرقات طور السكون وتصبح مقاومة جداً للجفاف والظروف الغير مناسبة، وقد أمكن لأفراد منها عند تخزين الحبوب أن تعيش 28 سنة، وعند زراعة الحبوب وتوفر الرطوبة الأرضية فإن هذه اليرقات سرعان ما تخرج من سكونها لتصيب بادرات القمح الصغيرة، حيث تتغذى في هذه المرحلة كطفيل خارجي مسببة تجعد والتواء وتشوه الأوراق، وأحياناً الساق، وفي النهاية تقزم النباتات المصابة.
ذكور وإناث هذه الآفة ذات شكل دودي في جميع أعمارها وقادرة على الحركة وهي تهاجم عوائلها وبالأخص القمح مسببة له في الجو الرطب خسائر كبيرة، وينسب قسم من تلك الخسائر خطأ لمرض تفحم القمح المغطى.
تقاوم هذه الآفة بتنقية البذور بالطرق الميكانيكية الحديثة وفصل الحبوب المصابة. أو بمعاملة البذار بماء ساخن درجة حرارته 50ْ مئوية لمدة نصف ساعة، ويمكن أيضاً فصل الحبوب المصابة عن السليمة باستعمال محلول ملحي أو حتى ماء هادي فتطفو الحبوب المصابة حيث تجمع وتحرق.
ولتطهير التربة من هذه الآفة يكفي زراعة نباتات غير قابلة للإصابة لمدة سنة واحدة، أما اذا تركت الأرض الملوثة بور فإن النيماتودا تظل ساكنة بالتربة داخل الحبوب الجافة والمصابة سنين طويلة.
- نيماتودا تعفن السوق والدرنات Ditylenchus Dipsaci
تهاجم هذه الآفة حوالي 450 نوع من النباتات، معظمها من محاصيل الجذور والدرنات والأبصال، بالإضافة الى الذرة وبعض النباتات البقولية، وهي تتطفل على أنسجة عوائلها من الداخل، حيث يستقر قسم من الديدان في البذور مما يجعلها مصدراً للعدوى. في الإصابات الشديدة تموت نسبة عالية من البادرات الصغيرة قبل أن تخرج الى سطح التربة، كما يموت قسم من النباتات الكبيرة، ولهذا يظهر في الحقل بقع مبعثرة خالية من المزروعات.
أما أعراض الإصابة على النباتات فتختلف باختلاف العائل، ففي المحاصيل الجذرية كالشوندر السكري تبدو البادرات المصابة مشوهة ومتقزمة، وتقتل الديدان قممها النامية مما يدفع النباتات على إعطاء فروع خضرية جانبية، وفي آخر الموسم ينمو عفن شديد في منطقة التاج، أما الأبصال المصابة فتبدو منتفخة وأوراقها مشوهة كما يلحقها العفن، وفي الذرة يظهر العفن على الساق، أما في البطاطا فيظهر العفن على الدرنات.
يرقات هذه الآفة الذكر منها والأنثى ذات شكل دودي وحركتها نشيطة، وتميل اليرقات في عمرها الرابع لأن تتجمع على النسيج بكثافة كبيرة وتشكل كتل من الصوف الدودي، هذه اليرقات تتحمل الجفاف وبإمكانها أن تظل في أنسجة عوائلها أو داخل البذور الجافة في حالة سكون لمدة عشرين سنة. تسبب هذه الآفة للمزروعات تلفاً كبيراً، وتقاوم بعدة طرق منها معالجة أبصال الزراعة بالماء الساخن زراعية الثلاثية أو الرباعية فائدة كبيرة في التخلص من هذه الآفة، تقاوم هذه النيماتودا بالمواد الحبيبية كالنيماكور والتيميك.
- نيماتودا الحمضيات Tylenchulus Semipentrans
تعتبر الحمضيات المختلفة العوائل الرئيسية لهذه الآفة الواسعة الانتشار، والتي تنتقل بسهولة الى الأراضي السليمة بواسطة الغراس المصابة.
تسبب هذه النيماتودا انحطاط تدريجي للحمضيات إذ يضعف نشاط الأشجار المصابة وتنمو ببطء، كما تصفر أوراقها وتتمزق طولياً.
هذه الأعراض تكون أكثر وضوحاً في الجزء العلوي من الشجرة، أما الأعراض على الجذور فهي تسلخ وتمزق جذورها.
تطفل هذه النيماتودا نصف داخلي، إذ تغرس الأنثى البالغة عنقها ورأسها داخل نسيج الجذر في موضع للتغذية لا تبارحه، بينما يظل جسمها المتضخم الى الخارج، وتقوم بوضع بيضها في التربة، أما الذكر فهو دودي الشكل وقادر على الحركة.
تسبب هذه الآفة للحمضيات خسائر فادحة، اذ تفقد قدرتها على الأثمار في سن مبكر، ولمقاومة النيماتودا ينبغي أولا عدم توزيع الغراس المصابة إلا بعد تطهيرها، ويتم ذلك بتغطيس جذورها العارية بماء ساخن درجة حرارته 45ْ مئوية لمدة 25 دقيقة أو تغطيسها بمحلول من د.ب.س.ب، وعند تأسيس مشاتل للحمضيات يجب اختيارها بعيدة عن بساتين الحمضيات القديمة، وان تعقم تربة المشاتل وكذلك الحقول المصابة بمواد التبخير مثل د.د أو بروميد الميثيل قبل الزراعة، أما بعد الزراعة فتعالج الأشجار المصابة بإضافة د.ب.س.ب مع مياه السقاية.
- نيماتودا التقرح Pratylenchus Spp
تسبب للعديد من أشجار الفاكهة تقصف وتعفن جذورها، مما يضطر المزارع الى اقتلاعها في سن مبكرة، كما تسبب لكثير من المحاصيل الحقلية والخضراوات تقرح وتمزق جذورها.
يرقات هذه النيماتودا بجنسيها ذات شكل دودي وقادرة على الحركة، وهي تتغذى على لحاء الجذر عادة، إنما يمكنها أن تخترق أنسجة الجذر الوعائية وتسبب لها تلفاً كبيراً.
تضع الأنثى بيوضها داخل الجذر أو خارجه في التربة، ولهذه الآفة عدة أنواع منها النوع P. Penetrans ويصيب التفاح والكرز والدراق والبطاطا والبندورة والتبغ والفريز، ثم P. Vulnus ويصيب أشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق كاللوزيات والتفاحيات- بالإضافة الى الزيتون، كذلك تهاجم القطن والفستق السوداني والبطاطا والذرة والتبغ.
تسبب هذه النيماتودا لعوائلها النباتية أضراراً كبيرة، خصوصاً وأنها تمهد لأمراض الذبول الفطرية دخول المجموع الجذري، كما أنها تشكل مع بعض الفطريات أمراض مركبة.
تتركز مقاومة هذه الآفة على تطهير الشتول والغراس المصابة بتغطيس جذورها العارية بالماء الساخن على درجة حرارة 46ْ مئوية لمدة 13- 30 دقيقة أما التربة المصابة فيجري تبخيرها قبل الزراعة بمادة د.د أو باستعمال المبيدات الحبيبية مثل التيميك والفيوردان، كما يستخدم الأوكزاميل الجهازي بعد الزراعة برشة على النباتات.
- النيماتودا الحلزونية Helicotylenchus Spp
تصيب القطن والتبغ والفول السوداني والذرة والبندورة والحمضيات وعدد كبير من المحاصيل الزراعية، كما تنتشر على مساحات واسعة لسهولة انتقالها الى الأراضي السليمة مع الأدوات والأسمدة والمواد الزراعية.
وهي كنيماتودا التقرح تهاجم الجذور وتتغذى على طبقة اللحاء الخارجية، كما قد توجد داخل الجذور، لكن ضررها ينحصر غالباً في اللحاء الخارجي.
يرقات هذه النيماتودا بجنسيتها ذات شكل دودي وقادرة على الحركة، وهي تسبب لعوائلها أضراراً قد لاتحتاج الى مقاومة الا اذا وجدت بكثافة كبيرة، وعندها لابد من معالجة التربة الملوثة بالمركب د.ب.س.ب، ومعالجة الأدوات الزراعية بالماء الحار أو بمبيدات النيماتودا.
- النيماتودا الناقلة للأمراض الفيروسية
تأتي أهمية هذه النيماتودا من نقلها الأمراض الفيروسية لعوائلها النباتية العديدة، بالإضافة الى أضرارها بتطفلها على الجذور، أما أنواعها فجميعها تنتسب الى أجناس النيماتودا التالية:
1- النيماتودا الخنجرية Xiphinema Spp.