top of page

زراعة العنب

المحتوى :

العنب




الوصف النباتي:.

یطلق على نباتات العنب اسم الكرمة وجمعها كرمات في حین یطلق على مزرعة أو حدیقة العنب اسم الكرم وجمعها كروم ، ونباتات العنب متسلقة خشبیة معمرة متساقطة الأوراق سوقها الحدیثة على درجة من المرونة لا تمكنها من النمو الرأسي القائم بدون التسلق بمحالیق على دعامات مناسبة . وتشاهد الأفرخ الحدیثة في حالات كثیرة ممتدة أفقیا فوق سطح التربة سواء في السنة ٕ الأولى من حیاة الكرم أو في حالات النمو البري واذا ما تركت كرمة العنب دون تهذیب وتربیة فإنها تأخذ مع تقدمها في العمر مظهر الشجیرات من حیث تعدد وتشابه التكوینات الساقیة الخارجة عند سطح التربة مع عدم تمیز جذع رئیسي للكرمة . أما من حیث توالى النباتات بالتهذیب والتربیة فإن الكرمة تصبح ذات جذع أساسي محدد ویتم تشكیلها كشجرة صغیرة عند بلوغها مرحلة الإثمار التجاري . وعموما فإن كرمة العنب تدل تسمیتها على الخصائص والممیزات السابقة .

مكونات كرمة العنب :.

(أ) المجموع الجذري :.

ویتكون من جذور عرضیة تكون عند بلوغ الكرمة مرحلة الإثمار التجاري مجموع جذري كثیف وینتشر أفقیا في دائرة مركزها جذع الكرمة ونصف قطرها 3,5 – 2,5 متر ، ویشغل معظم المجموع الجذري عمقاً یصل إلى ما یزید على متر من سطح التربة إذا كانت التربة عمیقة.

(ب) المجموع الهوائي :.

1 – الجذع : هو ساق الكرمة الذي یظهر فوق سطح التربة حتى منطقة التفریع وقد یكون قائما ثم ینمو أفقیا بعد ذلك تبعا لطریقة التربیة المتبعة .

2 -الأذرع : وتمثل هیكل رأس الكرمة وتتكون من أفرع مسنة مختلفة الطول .

وحدات التقلیم الشتوي السنوي :

وتجهز من نموات العام السابق مباشرة خلال موسم التقلیم الشتوي ، ویطلق على النمو الحدیث أثناء موسم النمو اسم الفرخ وعندما ینضج خشبه وتتساقط أوراقه یعرف باسم القصبة ، ویقابل الفرع عمر سنة في أنواع المتساقطات الأخرى . ویجهز من هذه القصبات في التقلیم الشتوي الأجزاء الآتیة :

1 – قصبات ثمریة : وهى عبارة عن قصبة عادیة ویتم إزالة الجزء الطرفي منها بدرجة خفیفة بحیث یترك علیها عدد كبیر نوعا من العیون وذلك تبعا لدرجة النضج

والسمك ، وتجهز القصبة عادة بطول یحمل 10 – 15 عین . والقصبات الثمریة هي وحدات الإثمار في التربیة القصبیة والتكاعیب وتخصص أساسا لإنتاج محصول العام الحالي ثم تزال بعد أخذ المحصول وذلك في موسم التقلیم الشتوي التالي .

2 – الدوابر : وهو مصطلح یطلق على القصبات بعد تقصیرها إلى عدد محدود من البراعم وهى ثلاثة أنواع :

دوابر ثمریة : وهى عبارة عن قصبات تقصر إلى عدد محدود من العیون ما بین 2 – 6 عیون حسب الصنف وسمك الدابرة وقوة نموها ، وهى وحدات حمل العناقید

فى حالة الأصناف التي تربي تربیة رأسیة أو كردونیة وتعرف أیضا بالطراحات .

دوابر تجدیدیة : وهى عبارة عن قصبة مقصرة إلى 2 – 3 عیون وتخصص لإنتاج قصبات العام التالي في التقلیم القصبي ( التربیة القصبیة ) وتجهز بالقرب من رأس الكرمة .

3 - دوابر استبدالیة : وهى عبارة عن قصبة مقصرة إلى 2 – 3 عین تختار قرب موضع اتصال إحدى الأذرع بالجذع والتي استطالت أكثر من اللازم حیث تحل هذه الدابرة

محل الذراع الذي زاد طوله ، وتجهز الدوابر الاستبدالیة عادة على خشب عمره أكثر من سنتین ( قاعدة الذراع التالف الذي زاد طوله ) وقد تحمل على الجذع نفسه

قریبا من الذراع المرغوب إزالته .

4 - النموات الحدیثة :.

یطلق علیها فى العنب أحیانا اسم الأفرخ وهى نموات الموسم الجاري والتي تحمل الأوراق والمحالیق ویحمل بعضها العناقید ، ووضع المحالیق والعناقید على الأفرع یختلف من نوع إلى آخر من أنواع العنب ، ویهمنا في هذا المجال العنب الأوروبي والذي تتبعه كل الأصناف المنزرعة في مصر وفیه توجد العناقید ابتداء من العقدة الثالثة على الفرخ حیث تحمل المحالیق والعناقید ابتداء من العقدة الثالثة كذلك تحمل على الرابعة أما العقدة الخامسة فلا تحمل نورة أو محلاق ویلي ذلك

عقدتین بمحالیق ثم عقدة بدون محلاق وهكذا ..

5 - الأفرخ المائیة : وهى أفرخ تخرج من براعم ساكنة على الخشب القدیم ، ویمكن استخدامها في كثیر من الأحیان كدوابر تجدیدیة أو استبدالیة .

· السرطانات : وهى عبارة عن النموات أو الأفرخ التي تخرج قرب أو تحت سطح التربة ، وتنتج من البراعم الموجودة على الجذور وتسمي بالسرطانات الجذریة أو من البراعم في منطقة التاج ( رأس الكرمة ) وتسمي بالسرطانات التاجیة .

6 - الأوراق :

بسیطة راحیة مفصصة نوعا والأوراق الحدیثة زغبیة في جمیع الأصناف وینقص مقدار الزغب كلما تقدمت الورقة في السن وقد تصبح ملساء كما في العنب البناتي .

7 - العیون :

یتكون فى إبط كل ورقة أثناء موسم النمو برعمان أحدهما صغیر ینمو إلى فرخ صغیر یسقط عادة مع الأوراق في الخریف ، أما البرعم الثاني فهو كبیر ومركب ویسمي عین ، وتتكون العین من ثلاث براعم برعمین جانبیین صغیرین وآخر وسطي كبیر وهو أهمها والذي یكون إما برعم زهري مختلط یعطي عند تفتحه فرخا یحمل العناقید ، ویطلق على العین فى حالة وجود هذا البرعم ضمن تكوینها عین خصبة ، أو یكون برعم خضري یعطي عند تفتحه فرخا لا یحمل عناقید ویطلق على العین الحاملة له في هذه الحالة عین عقیمة أي أنها غیر مثمرة .

الظروف البيئية المناسبة لزراعة العنب:.

1- الجـو المناسـب:

· يعتبر العنب الأوروبي من فواكه المناطق المعتدلة المدارية حيث ينمو بين خطي عرض 30-51 شمالا، وهو لاينمو في الجهات الكثيرة الأمطار في الصيف سواء كانت معتدلة أو حارة ولا في المناطق ذات الشتاء القارص.

· احتياجات العنب عبارة عن (صيف حار جاف نوعا وشتاء معتدل المطر) ويحتاج العنب إلى حرارة من 1.5-10°م شتاءا، 21-30°م صيفا لمدة شهرين ليساعد على النمو والإثمار الجيدين.

· من المهم ايضا عدم وجود ضباب أثناء وقت الإزهار لأنه يسبب سقوط الأزهار وتكوين ثمار صغيرة، (Shot berries) كما أن وجود الشمس الساطعة في فترة نضج الثمار مهم لجودة هذه الثمار.

· ارتفاع الرطوبة الجوية أثناء موسم النمو يسبب إنتشار الأمراض الفطرية. ولاينصح بزراعة العنب في المناطق المعرضة لهبوب رياح شديدة، وإن كان ذلك ضروريا تزرع مصدات رياح لتمنع التأثير الضار للرياح الشديدة.

· عموما تعتبر أي منطقة صالحة لإنتاج العنب إذا كان مجموع متوسط درجة الحرارة التي تزيد عن 50°ف 3000-5000 °ف في السنة (موسم النمو). وإذا كان مجموع درجات الحرارة السنوية أقل من 3000°ف فإن العنب المزروع لاينضج عادة، وإذا زاد عن 3000°ف فالعنب ينضج مبكراً، وإذا زاد عن 5000°ف فإن صفة وكمية المحصول لكثير من الأصناف تتأثر جداً.

2- الأرض المناسـبة:

· يمكن زراعة العنب فى أنواع كثيرة من التربة غير أن أحسن أرض لزراعته هي الأرض الصفراء السهلة الصرف فهي تعطي محصولا ذو صفات جيدة.

· أما الأرض السوداء الثقيلة فتعطي أعناب ذات صفات أقل جودة.

· الأرض الرملية الصرفة لا تصلح لزراعة العنب ويفيد وجود كميات كبيرة من البوتاسيوم والفوسفور فى التربة.

· أما كثرة الجير في الأرض فتسبب مرض الاصفرار ولذلك تحتاج هذه الأراضي إلى أصول خاصة من العنب تتحمل الجير الزائد في التربة.

· كذلك فإن شجيرات العنب تتحمل الملوحة حتي تركيز 3000 جزء فى المليون في محلول التربة. ويكون محصول الشجيرات أكبر في الأرض الخصبة عن الأرض الصفراء إلا انه يكون أقل جودة.

· كذلك فإن الشجيرات النامية في أرض رملية أو خفيفة ينضج محصولها قبل محصول الشجيرات النامية في الأرض الخصبة.


الممارسات الزراعية الخاصة بالعنب :.

· الـــــــرى

تتوقف كمية ماء الري وعدد الريات التى يحتاجها العنب على درجات الحراره السائده أثناء موسم النمو وخصائص التربية والأصناف المنزرعة وعمر الكرمات. ومن الواجب أن يراعى في تنظيم الري أن تتوفر الرطوبة في مجال انتشار الجذور في مستوى لا يقل عن 70 % من السعة الحقلية ولا يرتفع إلى السعة الحقلية سواء في الكروم حديثة الغرس أو تلك المثمرة وذلك طوال موسم النشاط والنمو. يبدأ الري خلال شهر فبراير بعد التقليم وخدمة التربة ويمتد حتى تبدأ الحبات في الطراوة ( الليونة ) فيخفض الري وتطال فتراته للإسراع في نضج الثمار والحد من نمو الأفرخ الغير مرغوب في هذه المرحلة وبعد قطف المحصول تصبح احتياجات الكرم من المياه قليلة جدا وقد يمنع الري عن الأصناف المتأخرة . أما الأصناف المبكرة والمتوسطة فتروي الأشجار مرة أو أكثر بعد قطف المحصول ويكون الري بعد القطف خفيفا مع إطالة فتراته وأخذ الظروف الجوية في الاعتبار . ويمنع الري بعد ذلك وخلال الشتاء على أن يستأنف مع بداية موسم النمو التالي . أما في التربة الرملية والأراضي المستصلحة فيسود الري بالتنقيط وينظم ري الكروم بحيث تظل الرطوبة في حدود السعة الحقلية ولا تقل عن 70 % منها على مدار الموسم ويلاحظ أن زيادة الرطوبه الأرضية عن السعة الحقلية تضر بالكرمات ويساعد على انتشارالأمراض الفطريه وخاصة أعفان الجذور. أما نقصها فيؤدي إلى عطش النباتات وتعرضها لأضرار الذبول

· التسميد

يجب الإهتمام بضبط برامج التسميد فى كروم العنب حيث يجب إستخدام العناصر السماديه بالمعدلات الموصى بها وإضافتها فى التوقيت المناسب وعدم الإفراط فى إستخدام عنصر على حساب الأخر حيث يترتب على الإفراط في إضافة الأسمدة الأزوتية بالتربة إنتاج نمو خضري كثيف وتأخر نضج القصبات وكذلك تأخر نضج الثمار مع زيادة حساسية الكرمات للأمراض الفطرية والتعرض لأضرار برودة الشتاء . ومن ناحية أخرى فإن الإقلال والتقصير في التسميد الأزوتي ومعاناة نقص الأزوت يؤدي إلى انخفاض خصوبة العيون وضعف النمو الخضري بالإضافة إلى صغر حجم العناقيد ونقص المحصول .

والتسميد الورقي بالعناصر الصغرى ، يجب رش العنب بأسمده ورقيه تحتوى على العناصر الصغرى خصوصا الحديد، الزنك والمنجنيز التى تظهر أعراض نقصها على العنب حيث يتم الرش من 2 ـ 3 مرات خلال الموسم .

· التقليم و التربية:.

تعتبر عملية التقليم الشتوى لمزارع العنب من أهم العمليات الزراعية التى تحدد المحصول وتجرى هذه العملية بعد تساقط الأوراق ( منتصف شهر ديسمبر تقريباً ) حتى ما قبل تفتح العيون والهدف من عملية التقليم الشتوى هو ترك عدد من العيون علي الأفرع الثمرية (الطراحات) يتناسب مع قوة الكرمة حتى يمكن الحصول على محصول جيد ذو صفات تسويقية ممتازة لذلك فمن الضرورى أن يجرى بكفاءة عالية بواسطة عمال مدربين. ويفضل كثير من المنتجين إزالة القلف الجاف من جذع الكرمات أثناء الشتاء حيث تختفي فطريات البياض الدقيقى وكذلك حشرات البق الدقيقى بأسفله ثم تدهن الأجزاء المنزوعة القلف بعجينة بوردو والتي يفضل أن تكون ذات قوام خفيف يقرب من محلول الرش . أما التقليم الصيفي فيجب أن يجرى في أضيق الحدود حيث يقتصر أساسا على إزالة القمم النامية للأفراخ ( التطويش ) عندما يتعدى طولها متر لتوفير الفرصة والظروف المناسبة لتكوين فرخ ناضج متوسط السمك . وهناك حالات يشتمل فيها التقليم الصيفي على إزالة بعض الأفرخ المتداخلة من أجل السماح لضوء الشمس أن يتخلل قلب الكرمة للمساعدة على تكوين العناقيد.

· العزيق ومقاومة الحشائش:

للعزيق دور هام لكرمات العنب حيث يساعد على بقاء التربه مفككه مما يساعد على تهويتها وقلة إصابتها بأمراض أعفان الجذور وكذلك المحافظه على خلو الأرض خاليه من الحشائش التى تستنفذ غذاء الكرمات خصوصاً أثناء فترة النمو - وتدل الأبحاث أن أكبر نسبة من الجذور الرفيعة الماصة يقع على عمق 20 - 30 سم من سطح التربة ولذلك يجب أن يكون العزيق سطحى ( خربشة حول الكرمات ) كما يجب ملاحظة البعد عن الكرمات فى دائرة نصف قطرها 50 - 60 سم عند العزيق بالعزاقات حتى لاتعمل على تقطيع الجذور الشعرية للكرمات . وتنحصر عمليات الخدمة فى العزيق على عمق 10 سم بعد إجراء التقليم الشتوى ونثر السماد البلدى على سطح التربة وذلك لتقليب السماد فى التربة - كما يلاحظ عدم إجراء العزيق أثناء التزهير أو بعد أن تتلون الثمار حتى انتهاء جمع المحصول وقد لوحظ أن استخدام العزاقات أو الجرارات الصغيرة فى العزيق على عمق ثابت نتج عنه تكون طبقة صماء على هذا العمق الثابت - كذلك تسبب عن استخدامها الاستخدام الخاطئ على فترات متتالية تقطيع الجذور الرفيعة فى الطبقة السطحية من التربة ( الجذور الماصة ) مما نتج عنه تدهور إنتاج بعض المزارع - لذا ينصح بتنويع طرق التخلص من الحشائش وذلك بالعزيق بعد التقليم الشتوى - كما يمكن استخدام مبيدات الحشائش بعد ذلك مع ملاحظة التحذيرات المنوه عنها على كل مبيد وملاحظة البعد عن الكرمات واستخدام التركيز المناسب مع الرش برشاشات خاصة تستخدم فقط لمبيدات الحشائش - كما ينصح بعدم استخدام مبيدات الحشائش فى السنوات الأولى من عمر المزرعة - كذلك يجب أن يكون هناك رطوبة كافية عند استخدام مبيدات الحشائش وألا يزيد طول الحشيشة عن 10 - 12 سم .




المراجع:


2- م. ماجدة الذنيبات، م.محمد الكساسبة، م. حكمت الطراونة، وأخرون، الدليل الفني لإنتاج العنب، صفحة 7-14.

3- د. غبريال فرج غبريال، د. فؤاد فوزي حسن، العنب، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، صفحة 2.

4- د.اليجيو مالوسا، د. آماني خضير، دليل الآفات الرئيسيّة على محصول العنب، صفحة 10-15، 21-24.

5- أ.د. حسن علي قاسم، د. راشد سلطان العبيد، د. محمود عبد العزيز أحمد، تربية وتقليم العنب، صفحة 1.


bottom of page